nasr_php Admin
الْمَشِارَكِات : 1431 نقاط تمييز : 3786 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 12/06/2011 الْعُمْر : 29
| موضوع: مقاومة الشريف بوبغلة 1851 -1854 عشاق المنتدى 26/6/2011, 19:39 | |
| المرحلة الأولى 1851 - 1853 قام بوبغلة في هذه المرحلة ببعض الاستعدادات منها: - تحديد الأهداف الرئيسية التي يجب ضربها في البداية كالشخصيات الموالية للاستعمار مثلا أو ضباط فرنسيين أو مراكز عسكرية . - تحديد المناطق الإستراتيجية التي يمكن الالتجاء إليها إذا اقتضت الضرورة . - تحريض و تعبئة مختلف القبائل للانضمام إليه . بعد أن استكمل جميع الاستعدادات أعلن المقاومة، بالهجوم على عزيب بن علي شريف و هو صاحب زاوية شلاطة قرب أقبو، حدث ذلك يوم 10 مارس 1851 أحد المتعاونين مع فرنسا مما أثار القلق و الارتباك في صفوف القوات الفرنسية المرابطة في سور الغزلان ،و كرد فعل قررت السلطات الاستعمارية إقامة مركز عسكري ببني منصور بقيادة الكولونيل "بوبريطر "، وجاء في بعض التقارير التي قدمها العقيد دوريل كيف أن ابن علي شريف حمّل السلطات الفرنسية مسؤولية ما حدث إذ أنها لم تستطع حمايته .لم يقف طموح الشريف بوبغلة عند هذا الانتصار، بل رأى من الواجب القضاء على ابن علي شريف ، و لأجل ذلك دعا إلى عقد اجتماع مع بني يجار ويلولة و زاوية ابن إدريس لتدارس الوضع ، و الواقع أنه كان يتوخى كسب مناصرين جدد في يلولة أوسامر . تقرر في الاجتماع معاودة الهجوم على ابن علي شريف في شلاطة ،مما أدى إلى وقوع مواجهات خلفت 10 قتلى من أصحابه ،وهو ما اضطره على الانسحاب نحو قرية "إيبوزيدين" ببني مليكيش . و نظرا لخطورة حركته ،جنّدت السلطات الفرنسية قوات معتبرة تحت أوامر ضباط و جنرالات أمثال، دوريل، بلانجي ، بوبريطر ،بوسكي دوبروتال،كامو. وبعد الهزيمة التي تلّقاها أثناء هجومه على شلاطة، أعاد تنظيم قواته فهاجم عدة مراكز فرنسية متخذا من قرية بني مليكش مركزا لنشاطه و هجماته، لكن رغم الانتصارات التي حققها هنا و هناك ، أجبر على مغادرة الجهة الجنوبية من جبال جرجرة ،فتنقل إلى الواجهة المقابلة ،و استقرّ عند بني صدقاء القاطنين شمال منطقة جرجرة و هناك أخذ بوبغلة يحرض السكان على المقاومة ،واستطاع أن يكسب انضمام قبائل معاتقة و بني منداس و قشتولة ، بني كوفي ومشتراس و بني بوغردان و بني اسماعيل وفريقات.في 18 أوت 1851 ، تمكن بوبغلة من إلحاق الهزيمة بالجيش الفرنسي و قائده النقيب "بيشو" في معركة قرب بوغني. ردّت عليها السلطات الاستعمارية بحملة قادها الجنرال"بيليسي" دامت شهرا كاملا أخضعت خلالها بعض قبائل المنطقة كقبيلة بني كوفي و بوغني و بني منداس .ونتيجة ذلك قرر بوبغلة العودة إلى بني مليكيش لكسب مناصرين جدد ،لتخفيف الحصار على بعض المداشر، فنقل نشاطه إلى الجهة الساحلية ، على رأس بعض القبائل الثائرة في ناحية بجاية، و ما كادت تنقضي سنة 1851 حتى لّبت نداءه معظم قبائل الجهة، و هو ما جعل فرنسا تدرك صعوبة المهمة التي تنتظرها . ففي يوم 25 جانفي 1852 وقعت المواجهة مع القوات الفرنسية إثر الحملة التي نظمّها " بوسكي" شارك فيها نحو 3000 عنصر من المشاة الفرنسيين. ألحقت خسائر في صفوف الشريف بوبغلة ،و فتحت الطريق بين القصر و بجاية وهو الطريق نفسه الذي يربط المنطقة بالجزائر العاصمة . استمر بوبغلة ينتقل من قرية إلى أخرى يحاول جمع الأنصار والأتباع ، إلى أن اصطدم بقوات بوبريط عند منطقة الواضية يوم 19 جوان 1852 أصيب أثناءها بجروح في رأسه ،و مع ذلك واصل أتباعه المقاومة بقيادة بعض مقربيه أمثال محمد بن مسعود من ونوغة و أحمد بن بوزيد من عائلة بورنان التي تنتمي إلى عائلة أولاد مقران . - المرحلة الثانية 1851-1857 خلال هذه السنة تمكن الشريف بوبغلة من تجديد المقاومة، وقد تهيأت له الظروف عندما قامت السلطات الفرنسية بإرسال جيوشها إلى حرب القرم، فخاطب السكان قائلا:" إن المناسبة قد حانت لطرد فرنسا من الجزائر لأنها أصبحت ضعيفة جدا و لا يتطلب الأمر منهم إلا مجهودا بسيطا ليلقوا بها في البحر الذي جاءت عن طريقه" . على أن المنطقة طوال كل هذه الفترة بقيت تعيش جوا من الغليان، مما أدى بالحاكم العام الفرنسي إلى إرسال حملة بقيادة النقيب وولف. و بتواطؤ مع الباشآغا أوقاسي ، أقدمت القوات الفرنسية على مهاجمة عزازقة، وذكر وولف في تقريره عن المعركة ،مدى استماتة سكان عزازقة في الدفاع عن ديارهم . قررت السلطات الفرنسية القيام بحملة عسكرية أخرى قادها الجنرال راندون ففي رسالة لهذا الأخير مؤرخة في 26 ماي 1854 أوضح فيها الأهداف من الحملة قائلا:" إن هدفي الأول هو ضرب قبيلة بني جناد التي قدمت العون في هذه المدة الأخيرة للشريف بوبغلة الذي ينبغي أن يعاقب ، و يكون عقابه درسا للآخرين ، وبعد ذلك أوجه جهودي إلى القبائل الأخرى التي تقع على الضفة اليمنى لسباو … الخ " ويبدو واضحا أن الهدف من الحملة هو إخضاع منطقة جرجرة، وقبيلة بني جناد تحديدا، و لهذا الغرض بالذات استقدم قوات إضافية من وهران و الجزائر بقيادة الجنرال كامو و من قسنطينة بقيادة الجنرال ماكماهون .كانت قرية اعزيب الموقع الذي يحتمل أن تجري فيه المعركة، لذا تقرر تحديدها هدفا أولا لضربات الجيش الفرنسي . و رغم ما تتمتع به من تحصين دفاعي من حيث وقوعها على مرتفع ،أو من حيث الاستعدادات التي أقامها أهلها للدفاع عنها، إلا أنها لم تصمد أمام القوات الفرنسية التي أحكمت السيطرة عليها . وفرضت على بني جناد غرامات مالية لوقوفها إلى جانب بوبغلة .و بعد غريب عسكرت الحملة في بوبهير و هي نقطة قريبة من الأعراش الثلاثة : بني يجار وبني يتوراغ و بني يحي على أن هدف الجنرال راندون كان الوصول إلى بني يحي، و عليه دبر خطة أوهم بها قبائل المنطقة رغبته في الاتجاه إلى بني يجار الذين هيأوا أنفسهم لصد حملته. والواقع أن الحملة اتجهت إلى بني يحي خلال هذه المرحلة وقعت مواجهات بين المقاومين و القوات الفرنسية دامت 40 يوما خلفت خسائر بشرية قدرتها المصادر الفرنسية ب 94 قتيلا و 593 جريحا في صفوف الفرنسيين دون أن تشير الى خسائر الطرف الجزائري. وقتها كان بوبغلة جريحا في زاوية سي العربي شريف و قد نصحه بنو جناد بمغادرة المنطقة . و بالفعل انتقل بوبغلة إلى بني يجار ومنها إلى يلولا أومالو ثم إلى بني يني ، ولاحقا إلى بني مليكش حيث عاود نشاطه من هناك دون أن يدوم الأمر طويلا ،حيث كان ينتظره قدر الاستشهاد في26 ديسمبر 1854 .
| |
|