nasr_php Admin
الْمَشِارَكِات : 1431 نقاط تمييز : 3786 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 12/06/2011 الْعُمْر : 29
| موضوع: موسوعة أعلام الجزائر 26/6/2011, 23:50 | |
| موسوعة أعلام الجزائر[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الحلقة الثانية[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] شيخ الأزهر الإمام الجزائري/ فضيلة الشيخ : محمد الخضر حسين. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يحـفـل تـاريخـنـا الإسـلامـي في الـقـديم والحـديـث بـنـمـاذج مشرفة للعلماء الذين ضربوا المثل الأعلى في الفضل والعلم والجهاد ، وكثير من هؤلاء مغمورون ، وقليل من الناس من يعرفهم . وسـأحـاول في هـذه الـمـقـالـة عرض حياة علم من هؤلاء العلماء الأعلام، وسترى فيه أخي القارئ ، نموذجاً للصبر على العلم والتحصيل والتبليغ والجهاد والمواقف الجريئة . فما أحوجنا لأمثاله من العلماء العاملين الذين هم بحق ورثة الأنبياء .
هـو: محمد الخضر حسين الذي ينتسب إلى أسرة عريقة في العلم والشرف، حيث تعود أسـرتـه إلى البيت العمري في بلدة (طولقة) التي تبعد عن عروس الزيبان ولاية أي محافظة مدينة بسكرة بحوالي 36 كلم وتقع جنوب الجزائر، حيث تنام عروس الزيبان مدينة بسكرة على فراش وثير مطرز ببساتين النخيل (نخيل دقلة نور الشهيرة)، ذلك أن الغطاء النباتي الذي تمثله منطقة الأكثر من مليوني نخلة والتي تمد المدينة بالأكسيجين ومنها إلى السماء يرتفع بخارا فينزل ماء زلالا يغري بمنظره الرائع السواح والزائرين. وقد رحل والد محمد الخضر حسين إلى بلدة(نفطة) من بلاد الجريد بتونس بصحبة صهره (مصطفى بن عزوز) حـيــنـمـا دخل الاستعمار الفرنسي الجزائر، ومما يدل على عراقة أسرته في العلم أن منها جده (مصطفى بن عزوز الجزائري) وأبو جده لأمه (محمد بن عزوز الجزائري)، من أفاضل علماء تونس، وخاله (محمد المكي) من كـبـار الـعـلـماء وكان موضع الإجلال في الخلافة العثمانية .
وسنتتبع حياة عالمنا في مراحل ثلاثالأولى : في تونس: حيث ولد الشيخ ببلدة بنفطة عام 1293هـ ، وعلى أرضها درج ونشأ ، وهو - كأي عالم مسلم - تبدأ حياته في أجواء البيت المسلم ، والأسرة المسلمة ، ثم أخذ العلم في بلدة نفطة وكان لا يتعدى مبادئ علوم الدين ووسائلها ، وقد ذكر أن والدته قد لقنته مع إخوانه (الكفراوي) في النحو و (السفطي) في الفقه المالكي ، وفي عام 1306هـ انتقل مع أسرته إلى العاصمة التونسية ، فتعلم بالابتدائي ، وحفظ القرآن مما خوله الانتظام بجامع الزيتونة فجد واجتهد وثابر على مواصلة العلم ، حتى صار مثار إعجاب أساتذته وعارفيه ، حيث درس على أستاذه (سالم أبو حاجب) صحيح البخاري ، وعنه أخذ ميوله الإصلاحية وأخذ التفسير عن أستاذيه (عمر بن الشيخ) و (محمد النجار) ، وفي عام 1316 هـ نال شهادة (التطويع) التي تخول حاملها إلقاء الدروس في جامع الزيتونة تطوعاً وكانت هذه الطريقة درباً للظفر بالمناصب العلمية وميداناً للخبرة والتدريب على مهنة التعليم ، فعظمت مكانته في نفوس زملائه ، وذاع صيته في البلاد حتى صار من قادة الفكر وذوي النفوذ ، وأعجب به طلبة الزيتونة وكانت الحركة الفكرية هناك في حاجة لإبراز نشرة دورية تنطق بلسانها ، ولم يكن يوجد آنذاك بتونس سوى الصحف . فقام بإنشاء مجلته (السعادة العظمى) فنالت إعجاب العلماء والأدباء وساء بعضهم صدورها لما اتسمت به من نزعة الحرية في النقد واحترام التفكير السليم ، ولتأييدها فتح باب الاجتهاد حيث قال الشيخ عنه في مقدمة العدد الأول : (.. إن دعوى أن باب الاجتهاد قد أغلق دعوى لا تسمع إلا إذا أيدها دليل يوازن في قوته الدليل الذي فتح به باب الاجتهاد) .
وكان منهج المجلة كما جاء في المقدمة أيضاً يتمثل في :
1- افتتاحية لكل عدد تحث على المحافظة على مجدنا وتاريخنا . 2- تعرض لعيون المباحث العلمية . 3- ما يكون مرقاة لصناعة الشعر والنثر . 4- الأخلاق كيف تنحرف وبم تستقيم . 5- الأسئلة والمقترحات . 6- الخاتمة ومسائل شتى .
وهكذا صدرت هذه المجلة فملأت فراغاً كبيراً في ميدان الثقافة الإسلامية وتسابق العلماء والكتاب للمشاركة فيها حتى أغلقها المستعمر الفرنسي حينما تعرض لهجومها عام 1322 هـ أي بعد مضي عام واحد فقط على صدورها ، فاتجهت إلى الشيخ الجمعيات الرسمية وغيرها للاشتراك في أعمالها ، ثم تولى قضاء (بنزرت) عام 1323هـ مع الخطابة والتدريس بجامعها ، وحدثت اشتباكات بين المواطنين والمستعمر ، فتطور الأمر ، وأعلنت الأحكام العرفية وعطلت الصحف ، وسجن أو نفي معظم ذوي الشأن من القادة والمفكرين فأصبحت كل حركة تبدو من الطلاب محمولة عليه . فنظر إليه المسؤولون شذراً ، خصوصاً بعد إضراب الطلاب عن التعليم. وفي هذا الجو المكهرب والمحبوك بالمؤامرات دفع به الضيق إلى طلب حياته الفكرية والعملية في خارج تونس ، خصوصاً وأنه من أنصار (الجامعة الإسلامية) الذين يؤمنون بخدمة الإسلام خدمة لا تضيق بها حدود الأوطان .
فـقـام بـعـدة سـفـرات متوالية بادئاً ببلد أجداده الجزائر عام 1327هـ لإلقاء المحاضرات والدروس فلقي ترحيباً من علمائها ، وكانت هذه الرحلة بداية جديدة شرع بعدها في إعداد نفسه وأفكاره الإصلاحية . ثم عاد إلى تونس لمزاولة التدريس . واشترك في مناظرة للتدريس من الدرجة الأولى ، فحرم من النجاح فحز ذلك في نفسه لسيطرة روح المحاباة على الحياة العلمية في بلده .
وفي عام 1329هـ وجهت إليه تهمة بث العداء للغرب ، ولاسيما فرنسا ، فيمم وجهه صوب الشرق ، وزار كثيراً من بلدانه ، وزار خاله في الآستانة ولعل هذه الرحلة لاكتشاف أي محل منها يلقي فيه عصا الترحال . ثم عاد لتونس فلم يطب له المقام والمستعمر من ورائه.
المرحلة الثانية : عدم الاستقراروصل دمشق عاصمة الأمويين عام 1330هـ مع أسرته ومن ضمنها أخواه العالمان المكي و زين العابدين ، فعين الشيخ (محمد الخضر حسين) مدرساً بالمدرسة السلطانية ، وألقى في جامع بني أمية دروساً قدّره العلماء عليها، وتوثقت بينه وبين علماء الشام الصلة وبخاصة الشيخ البيطار، والشيخ القاسمي ، ولما كانت آنذاك سكة الحديد الحجازية سالكة إلى المدينة المنورة زار المسجد النبوي الشريف عام 1331هـ وله في هذه الرحلة قصيدة مطلعها :
أحييك والآماق ترسل مدمعاً *** كأني أحدو بالسلام مودعاً
وفي هـذه الفـتـرة شـده الحـنـيـن إلى تـونـس الخـضـراء، فزارها وله في ديوانه ذكريات في الصفحات 26 ، 134 .
وكـان الشـيـخ دائـمـاً ما يـدعـو للإخاء بـين العرب وإخوانهم الأتراك حينما بدأت النعرة القومية تفرقهم. وقد ذهب إلى الآستانة، ولـقـي وزيـر الحربية (أنور باشا) فاختير محرراً للقلم العربي هناك فعرف دخيلة الدولة، فأصيب بخيبة أمل للواقع المؤلم الذي لمسه ورآه رؤيا العين، فنجد روحه الكبيرة تتمزق وهي ترى دولة الخلافة العثمانية تحتضر وقال في قصيدة (بكاء على مجد ضائع) :
أدمـى فـؤادي أن أرى الأقـلام تـرسـف في قـيـود وأرى ســيــاسـة أمــتــي في قبضة الخصم العـنـيد
وفي عام 1333هـ أرسله (أنور باشا) إلى برلين في مهمة رسمية ، ولعلها للمشاركة في بث الدعاية في صفوف المغاربة والتونسيين داخل الجيش الفرنسي والأسرى في ألمانيا لحملهم على النضال ضد فرنسا ، أو التطوع في الحركات الجهادية . وظل هناك تسعة أشهر أتقن فيها اللغة الألمانية وقام بمهمته أحسن قيام ، وقد نقل لنا من رحلته هذه نماذج طيبة مما يحسن اقتباسه ، لما فيه من الحث على العلم والجد والسمو . نجدها مفرقة في كتبه ففي كتاب (الهداية الإسلامية) ص 155 ، 164 ، 175 ، وفي كتابه (دراسات في الشريعة) ص 135 ، ولما عاد للآستانة وجد خاله قد مات فضاقت به البلد ، وعاد إلى دمشق ، فاعتقله (جمال باشا) عام 1334هـ بتهمة علمه بالحركات السرية المعادية للأتراك ، ومكث في السجن سنة وأربعة أشهر برئت بعدها ساحته ، وأطلق سراحه فعاد للآستانة فأرسل في مهمة أخرى لألمانيا . ثم عاد إلى دمشق ، وتولى التدريس بثلاثة معاهد هي : (المدرسة السلطانية - المدرسة العسكرية - المدرسة العثمانية) ثم نزح عن دمشق التي أحبها حينما أصدر ضده حكم غيابي بالإعدام - لما قام به ضد فرنسا من نشاطات في رحلاته لأوربا - وذلك بعد دخول المستعمر الفرنسي إلى سورية، وكان أمله أن يعود إلى تونس، ولكن إرادة الله شاءت أن تكون مصر هي مطافه الأخير ، وبهذا تتم المرحلة الثانية .
المرحلة الثالثة : مصر
وقد وصلها عام 1339هـ فوجد بها صفوة من أصدقائه الذين تعرف عليهم بدمشق ومنهم: (محب الدين الخطيب) ونظراً لمكانته العلمية والأدبية اشتغل بالكتابة والتحرير ، وكان العلامة (أحمد تيمور) من أول من قدر الشيخ في علمه وأدبه . فساعده وتوطدت العلاقة بينهما. ثم كسبته دار الكتب المصرية . مع نشاطه في الدروس والمحاضرات وقدم للأزهر ممتحناً أمام لجنة من العلماء اكتشفت آفاق علمه ، فاعجبت به أيما إعجاب فنال على أثر ذلك (العالمية) فأصبح من كبار الأساتذة في كلية (أصول الدين والتخصص) لاثنتي عشرة سنة ، وفي عام 1344 هـ أصدر كتاب (نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم) رد فيه على الشيخ (علي عبد الرزاق) فيما افتراه على الإسلام من دعوته المشبوهة للفصل بين الدين والدولة ، وفي عام 1345هـ أصدر كتابه (نقض كتاب في الشعر الجاهلي) رداً على طه حسين فيما زعمه في قضية انتحال الشعر الجاهلي وما ضمنه من افتراءات ضد القرآن الكريم . وفي عام 1346هـ شارك في تأسيس جمعية الشبان المسلمين، وفي السنة نفـسـهـا أسـس جمعية (الهداية الإسلامية) والتي كانت تهدف للقيام بما يرشد إليه الدين الحنيف من علم نافع وأدب رفيع مع السعي للتعارف بين المسلمين ونشر حقائق الإسـلام ومـقـاومـة مـفـتـريات خصومه، وصدر عنها مجلة باسمها هي لسان حالها، وفي عـام 1349هـ صـدرت مـجـلة (نور الإسلام - الأزهر حالياً) وتولى رئاسة تحريرها فترة طويلة من الزمن . وفي عام 1351هـ منح الجنـسـية المصرية ثـم صـار عـضـواً أساسيا بالمجمع اللغوي . ثم تولى رئاسة تحرير مجلة (لواء الإسلام) مدة من الزمن. وفي عام 1370 تـقـدم بطـلـب عضوية جمعية كبار العلماء فنالها ببحثه (القياس في اللغة) وفي 21/12/1371هـ تـولـى مـشـيـخـة الأزهـر وفـي ذهـنـه رسالة طالما تمنى قيام الأزهر بها، وتحمل هذا العبء بصبر وجد وفي عهده أرسل وعاظ من الأزهر إلى السودان ولاسيما جنوبه، وكان يـصـدر رأي الإسـلام في المواقـف الحاسـمـة، وعمل على اتصال الأزهر بالمجتمع واستمر على هذا المنوال، ولما لـم يـكـن للأزهـر مـا أراد أبـى إلا الاستقالة .
ولابد من ختم هذا المقالة بذكر بعض من المواقف الجريئة التي تدل على شجاعته ، وأنه لا يخشى في قول الحق لومة لائم شأنه شأن غيره من علماء السلف الذين صدعوا بالحق في وجه الطغيان في كل زمان ومكان . 1- حينما كان في تونس لم تمنعه وظيفته من القيام بواجبه في الدعوة والإصلاح بالرغم من أن الاستعمار ينيخ بكلكله على البلاد ، فقد ألقى في نادي (قدماء مدرسة الصادقية) عام1324 هـ محاضرته (الحرية في الإسلام) والتي قال فيها :
(إن الأمة التي بليت بأفراد متوحشة تجوس خلالها ، أو حكومة جائرة تسوقها بسوط الاستبداد هي الأمة التي نصفها بصفة الاستعباد وننفي عنها لقب الحرية) .
ثم بيّن حقيقتي الشورى والمساواة ، ثم تحدث عن حق الناس في حفظ الأموال والأعراض والدماء والدين وخطاب الأمراء . ثم بيّن الآثار السيئة للاستبداد وهذه المحاضرة من دراساته التي تدل على شجاعته وعلى نزعته المبكرة للحرية المسؤولة وفهمه لمنهج الإسلام فهماً راقياً سليماً .
2 - وفي عام1326 هـ عرضت عليه السلطة المستعمرة الاشتراك في المحكمة المختلطة الـتـي يكون أحد طرفيها أجنبياً . فرفض أن يكون قاضياً أو مستشاراً في ظل الاستعمار . ولخدمة مصالحه وتحت إمرة قانون لا يحكم بما أنزل الله .
3- ولا أزال أذكر ما قصه علينا أستاذ مصري أزهري كان آنذاك طالباً في أصول الدين إبان رئاسة الشيخ للأزهر فضيلة الشيخ محمد الخضر حسين ، حين دعا أحد أعضاء مجلس الثورة إلى مساواة الجنسين في الميراث ، ولما علم الشيخ بذلك إتصل بهم وأنذرهم إن لم يتراجعوا عن ما قيل فإنه سيلبس كفنه ويستنفر الشعب لزلزلة الحكومة لاعتدائها على حكم من أحكام الله ، فكان له ما أراد .
أواخر حياته
واستمر فضيلة الشيخ محمد الخضر حسين -رحمه الله- في أواخر حياته يلقي المحاضرات ويمد المجلات والصحف بمقالاته ودراساته الـقـيمة، بالرغم مما اعتراه من كبر السن والحاجة إلى الراحة وهذا ليس غريباً عمن عرفنا مشوار حياته المليء بالجد والاجتهاد والجهاد .
وكان أمله أن يرى الأمة متحدة ومتضامنة لتكون كما أراد الله خير أمة أخرجت للناس، وحسبه أنه قدم الكثير مما لانجده عند الكثير من علماء هذا الزمان .
وفاته رحمه الله تعالى
وفي عام 1377 هـ انتقل إلي رحاب الله ، ودفن في مقبرة أصدقائه آل تيمور جزاه الله عن الإسلام خير الجزاء ، ورحمه رحمة واسعة.
مؤلفاته
كان الشيخ عالما فقيها لغويا أديبا كاتبا من الرعيل الأول، أسهم في الحركة الفكرية بنصيب وافر وترك للمكتبة العربية زادا ثريا من مؤلفاته، منها:
رسائل الإصلاح وهي في ثلاثة أجزاء، أبرز فيها منهجه في الدعوة الإسلامية ووسائل النهوض بالعالم الإسلامي.
الخيال في الشعر العربي.
آداب الحرب في الإسلام.
تعليقات على كتاب الموافقات للشاطبي.
ديوان شعر "خواطر الحياة".
بالإضافة إلى بحوث ومقالات نشرت في مجلة الأزهر (نور الإسلام) ولواء الإسلام والهداية الإسلامية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يتبع... بعلم ثالث من أعلام الجزائر الأفذاذ.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
nasr_php Admin
الْمَشِارَكِات : 1431 نقاط تمييز : 3786 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 12/06/2011 الْعُمْر : 29
| موضوع: رد: موسوعة أعلام الجزائر 26/6/2011, 23:51 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]موسوعة أعلام الجزائر[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الحلقة الثالثة الجزء الأول[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]3 - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هذه ترجمة الداعية المصلح العالم الجزائري الكبير الإمام محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي ، الذي وصل الى مملكة صنفاي بالنيجر ، مرورا ببلاد التكرور ، و كانو بعد ان انتقل من تلمسان الى واحات ادرار وواحة تمنطيط ،و نوات و غيرها من القصور بالصحراء الافريقية الشاسعة مجاهدا في سبيل نشر الدعوة و تنقية الاسلام مما علق به من شوائب البدع و الخزعبلات كنيته و مولده و نشأته: [color=green] هو أبو عبد الله، محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي التلمساني ، een]المغيلي : بفتح الميم نسبة إلى قبيلة مغيلة قبيلة من الأمازيغ الأشاوس استوطنت تلمسان ووهران و المغرب الأقصى، وهي فرع من قبيلة صنهاجة الأمازيغية المشهورة في التاريخ وهي كبرى شعوب الأفارقة البيض (انظر وصف إفريقيا 1/36،38)] ولد في مدينة تلمسان سنة 790 هـ / 1425م ، من عائلة راقية النسب ، و مشهورة بالعلم و الدين و الشجاعة في الحروب و هو يعتبر العالم رقم عشرين في سلالة المغيليين التي تبتدأ بإلياس المغيلي عالم الأمازيغي الذي اعتنق الاسلام ، وحمل لواء الجهاد فكان له شرف المشاركة مع طارق بن زياد في فتح بلاد الأندلس ]، والده الشيخ عبد الكريم اشتهر بالعلم و الصلاح ، كما أن أمه اشتهرت بأنها سيدة فاضلة تحب الفقراء و المساكين و تنفق عليهم بسخاء، و قد قام هذان الوالدان بتربيته و تنشئته تنشئة حسنة . طلبه العلم و شيوخه: حفظ الإمام المغيلي القرآن الكريم على يد والده و الذي علمه أيضا مبادئ العربية من نحو و صرف و بيان كما قرأ عليه أيضا موطأ الامام مالك و كتاب ابن الحاجب الاصلي ، انتقل بعدها ليدرس عند الإمام الفقيه العلامة الجزائري محمد بن أحمد بن عيسى المغيلي الشهير بالجلاب التلمساني ( ت سنة 875 هـ )، و الذي أخذ عنه بعض التفسير و القراءات ، ولقنه الفقه المالكي ، فقد ذكر الإمام المغيلي انه ختم عليه المدونة مرتين ، و مختصر خليل ابن أحمد و الفرائض من مختصر ابن الحاجب ، و الرسالة. كما تلقى العلم عن علماء الجزائر الأفذاذ و شيوخ تلمسان منهم : - الإمام العلامة عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن علي بن يحيى الحسني أبو يحيى التلمساني ( 826 و قيل 825 هـ ) ، عالم بالتفسير حافظ محدث من أكابر فقهاء المالكية ، قال عنه الإمام أحمد بابا في ] نيل الابتهاج ص 171] : " بلغ الغاية في العلم والنهاية في المعارف الإلهية وارتقى مراقي الزلفى ورسخ قدمه في العلم وناهيك بكلامه في أول سورة الفتح ولما وقف عليه أخوه عبد الله كتب عليه : وقفت على ما أولتموه وفهمت ما أردتموه فألفيته مبنيا على قواعد التحقيق والإيقان ، مؤديا صحيح المعنى بوجه الإبداع والإتقان بعد مطالعة كلام المفسرين ومراجعة الأفاضل المتأخرين". - الإمام العلامة محمد بن إبراهيم color=green] الإمام الونشريسي في المعيار ] بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله ابن الإمام أبو الفضل التلمساني ( ت 845 هـ ) " عالم بالتفسير والفقه مشارك في علوم الأدب والطب والتصوف من أهل تلمسان بالجزائر. قال عنه الإمام الكبير السخاوي في ( الضوء اللامع 10/740) : " ارتحل في سنة عشر وثمانمائة فأقام بتونس شهرين ثم قدم القاهرة فحج منها وعاد إليها ثم سافر إلى الشام فزار القدس وتزاحم عليه الناس بدمشق حين علموا فضله وأجلوه ." انتقل بعدها إلى بجاية حيث أخذ عن علمائها الأجلاء التفسير و الحديث الشريف ، و الفقه و كانت بجاية حينئذ إحدى حواضر العلم و الثقافة العربية الإسلامية،و كيف لا يقصدها و قد أصبحت قبلة العلم والعلماء من المشرق والمغرب، إذا كانت هذه الحاضرة قد استعانت بعلماء الشام في نشر العلم ، ثم سرعان ما أنجبت وخرجت علماء كثيرين سار بذكرهم الركبان ليس فقط في المغرب الأوسط ( الجزائر حاليا) أو المغرب الكبير أي ( تونس و الجزائر و المغرب) بل وذاع صيتهم في المشرق العربي حيث تولى بعضهم التدريس والقضاء في الشام وبغداد و مصر. إنكب الإمام المغيلي على الدراسة في بجاية ، تلقى خلالها علوم جمة على يد علماء أجلاء أمثال: - الشيخ الإمام العلامة أحمد بن إبراهيم البجائي (توفي سنة 840هـ/1434م)، إمام جليل، اشتهر بالتفسير و الفقه، تتلمذ له المفسر المشهور عبد الرحمان الثعالبي. - الإمام العلامة منصور بن علي عثمان - أبو علي الزواوي المنجلاتي، من فقهاء و علماء بجاية ، و من ذوي العصبية و القوة فيها ، و كان من أصحاب الرأي و التدخل في الأحداث السياسية لمكانته المرموقة. قال عنه الإمام الكبير السخاوي في كتابه الضوء اللامع : " رأيت من قال انه الزواوي العالم الشهير ، و انه مات بتونس 846 هـ " كما أخذ عن غيرهم من العلماء منهم الإمام يحيى بن نذير بن عتيق، أبو زكريا، التدلسي، القاضي، من كبار فقهاء المالكية، من أهل تدلِّس بالجزائر، تعلم بتلمسان. وولي القضاء بتوات. أخذ عنه الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي ] تعريف الخلف 1: 196] و الإمام أبي العباس الوغليسي، و يذكرالإمام المغيلي " أنه قرأ الصحيحين ، و السنن و موطأ الإمام مالك ، و الفقه المالكي" ، و لم يكتف الإمام عبد الكريم المغيلي بما تحصل عليه من علوم في تلمسان و بجاية بل راح يبحث الاستزادة من رحيق المعرفة، فتوجه مباشرة إلى الجزائر أين اتصل بالمفسر المشهور - العلامة الجزائري الكبيرعبد الرحمن بن محمد بن مخلوف بن طلحة الثعالبي صاحب التفسير المشهور (الجواهر الحسان) ، و لازمه ملازمة لصيقة ، و قد أعجب الإمام الثعالبي بالطالب المغيلي و بفطنته و ذكائه ، فزوجه ابنته اعترافا منه بعلمه و فقهه و أدبه. العلماء في عصر المغيلي : عاش الامام المغيلي في فترة شهدت بروز العديد من المفسرين و العلماء و الفقهاء و المؤرخين و الادباء و الشعراء ، الكثير منهم خالطه و اجتمع به و تبادل معه مجالس العلم و الادب نذكر منهم العلامة الجزائري قاسم بن سعيد بن محمد العقباني المتوفي سنة 837 هـ ، و العلامة الجزائري محمد بن أحمد بن مرزوق المتوفي سنة 842 هـ ، و العالم الجزائري الصوفي الكبير إبراهيم التازي المتوفي سنة 866 هـ ، و العلامة الجزائري الفقيه محمد بن يحي التلمساني المعروف بابن الحابك المتوفي سنة 867 هـ ، و العلامة الجزائري محمد بن ابي القاسم بن محمد بن يوسف بن عمرو بن شعيب السنوسي المتوفي سنة 895 هـ ، و العلامة الجزائري الكبير أحمد بن زكري التلمساني المتوفي سنة 899 هـ ، و العالم الجزائري الجليل إبن مرزوق الكفيف المتوفي سنة 901 هـ ، و العلامة الجزائري الفذ أحمد ين يحي الونشريسي المتوفي 914 هـ و غيرهم كثير جدا، مما جعله يستفيد فائدة عظيمة من علمهم و نصائحهم و إرشاداتهم التي سنرى أثرها في دعوته فيما بعد . يشبهه الكثير من المؤرخين و المترجمين الذين كتبوا عنه و عن جهاده و دفاعه لنشر الإسلام الصحيح و محاربة البدع و المنكرات بشيخ الإسلام ابن تيمية نفسه الذي تأثر به و بأفكاره و كتبه و رسائله التي كانت تصل إلى الشطر الغربي من العالم الإسلامي ، و ( يقال انه كانت بينهما مراسلات و هو ما أجاب عنه الدكتور عمار هلال في مقالة له نشرها بجريدة المجاهد الجزائرية بتاريخ 20 / 06 / 1985م حيث ذكر أنه : " في المؤلفات الجزائرية التي لها علاقة بالعلوم الإسلامية : فقه و تفسير و حديث ...الخ في القرن الخامس عشر الميلادي ، هل نجد أي إشارة إلى إبن تيمية أو إلى أعماله ؟ ليس من السهل الإجابة عن هذا السؤال ، و لكن ما يسمح لنا بالاعتقاد هو أن الإمام الجزائري المغيلي نفى نفسه إلى الصحراء الجزائرية الشاسعة حيث كانت المواصلات حينئذ من الصعوبة بمكان و مع هذا فان فتاتا من المعلومات التي وصلتنا من تلك المنطقة الواسعة للشرق الأوسط تجعلنا نفكر بان إبن تيمية قد تمنى كثيرا أن يعرف الإمام الجزائري إبن عبد الكريم المغيلي ، المهم هو أن كلاً منهما قد قام بعمله بدافع حماسته للإسلام حتى لو أنهما لم يلتقيا ، و المهم كذلك هو أن الرسالة التي أرادا نقلها وصلت تماما إلى الذين أرادا استقطابهم ليصبحوا مؤمنين صالحين " كما كانت له مراسلات و مناظرات مع الإمام السيوطي ، نقلها ابن مريم في كتابه " البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان " أثناء ترجمته للعلامة الإمام المغيلي. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .... يتبع لاتمام حلقة هذا العالم الجليل بإذن الله وعونه. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .... يتبع بالجزء الثاني من هذه الحلقة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
nasr_php Admin
الْمَشِارَكِات : 1431 نقاط تمييز : 3786 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 12/06/2011 الْعُمْر : 29
| موضوع: رد: موسوعة أعلام الجزائر 26/6/2011, 23:51 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]موسوعة أعلام الجزائر[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نواصل معكم الجزء الثاني من الحلقة الثالثة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]3 - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الإمام المصلح و نازلة توات: نقم الإمام المغيلي و انزعج من سلوك سلاطين تلك الفترة الذين كانوا يحكمون مملكة تلمسان و بجاية ، و بعد سخطه على أفعالهم و خاصة على الكيفية التي يعالجون بها رعاياهم ، و بعد أن اثر فيه سكوت أو تغاضي المثقفين و رجال العلم ، هاجر الإمام إلى منطقة تمنطيط بتوات أدرار، وكان لومه على السلاطين بسبب '' عدم امتثالهم لا في حياتهم الشخصية و لا في كيفية حكمهم الى قواعد الاسلام '' . إن قصور توات وتيكرارين وتمنطيط و أسملال و أولف و زاوية كونتة و فتوغيل ، كلها أسماء تشهد لهذا الإمام دهاءه و دعوته ، هذه المناطق التي زارها وصال و جال فيها يقوم بمهمة الدعوة إلى الله و الإصلاح ، و نشر المبادئ الإسلامية الصحيحة النقية كما عرفها السلف الصالح رضوان الله عليهم ، و قد احتضنته القبيلة العربية الأصيلة بني سعيد ، حيث عاش بينهم كواحد منهم يحترمونه و يبجلونه و يستمعون إلى دروسه و يتبعون دعوته حتى بدأ يكتشف دسائس اليهود الذين كانوا يعيشون في المنطقة منذ زمن بعيد ، وكانوا يستحوذون على السلطة الاقتصادية و الموارد المالية وأفسدوا الأخلاق والذمم - كما هي عادتهم دائما عليهم لعنة الله – حيث أنهم كانوا يتحكمون في أكبر كنز في الصحراء الجزائرية الشاسعة ألا و هو : الماء ، كما أنهم قاموا ببناء معبد لهم في واحة تمنطيط خارقين بذلك العهود التي بينهم و بين المسلمين، وقد شن عليهم الإمام المغيلي حربا شعواء لا هوادة فيها لوضع حد نهائي لتجاوزاتهم و استهانتهم بالدين الإسلامي ، لقد ضيق عليهم الخناق و بذلك ظهرت ما يسمى "بنازلة توات" (( وأصل المشكلة التي طرحت على الفقيه الإمام المغيلي ، هو أن بعض المسلمين من "توات"، تلك الناحية المتواجدة في وسط الصحراء الجزائرية الشاسعة جدا، والتي تضم عددا من الواحات أو القصور كما يسميها سكان الجنوب، وأهمها في القديم واحة "تمنطيط"، وهي لا تزال موجودة إلى يومنا هذا، وقد تفوقت عليها في العصر الحاضر مدينة أدرار، وتمنطيط هي اليوم ضمن ولاية أدرار. قلت إن بعض المسلمين من توات، قد أنكروا على اليهود القاطنين في المنطقة، سلوكهم، ومخالفتهم للقوانين، وللتراتيب التي حددها لهم الفقهاء المسلمون، على مر العصور. وتفاقمت الأزمة بعد أن شيد أولئك السكان من اليهود، كنيسة جديدة لهم في "تمنطيط". وقد أثار هذا الخبر ثائرة المسلمين ، الذين اعتبروا تشييد معبد جديد، مخالفة صريحة للشريعة التي تسمح للذميين بإصلاح معابدهم القديمة فقط، وتحظر عليهم بناء معابد جديدة، غير أن بعض العلماء المحليين، وعلى رأسهم قاضي المدينة، خالفوا أولئك النفر من المسلمين وقالوا: إن اليهود ذميون، لهم ما لأهل الذمة من الحقوق المنصوص عليها في كتب الفقه. وقد احتج كل فريق بآيات قرآنية كريمة و بأحاديث نبوية شريفة ، وبأقوال السلف من الأئمة والفقهاء، غير أن كلا الفريقين لم يقو على فرض آرائه، وعلى استمالة عامة الناس إليه. وكان في مقدمة الناقمين على اليهود، العالم الجزائري الكبير محمد بن عبد الكريم المغيلي. وقد اشتهر هذا الفقيه بنشاطه، وبحيويته في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وفي نشر تعاليم الإسلام و محاربة البدع و الخرافات خاصة ببلاد الزنوج – كما سنرى – حيث اصدر فتوى أكد من خلالها: " أن سيطرة اليهود على عموم نواحي الحياة في تلك الديار، وبخاصة النواحي الاقتصادية، يتنافى مع مبدأ الذلة والصغار التي اشترطها الإسلام مقابل حمايتهم وعيشهم بين ظهراني المسلمين، وعليه فإن هذا التفوق لليهود وإمساكهم بزمام السلطة من خلال سيطرتهم على التجارة، يستوجب - في نظر هذا العالم - محاربتهم وهدم كنائسهم وكسر شوكتهم ليعودوا إلى الذل والصغار". وقد أثارت هذه الفتوى، من قبل الإمام المغيلي، ردود فعل كثيرة في أوساط معاصريه من العلماء بين مؤيد ومعارض. ولما حمي الوطيس بين الفريق المناصر لمحمد بن عبد الكريم المغيلي، والفريق المعارض له، واشتد الخلاف بين المسلمين، راسل كلا الفريقين أكبر علماء العصر في تلمسان، وفي فاس، وفي تونس، وكانت المدن الثلاث العواصم السياسية، والدينية، والثقافية للأجزاء الثلاثة من المغرب الإسلامي الكبير. قلت راسل الفريقان كبار علماء العصر، يستفتيانهم في القضية، وكان كل فريق يأمل تأييد موقفه ضد موقف الفريق الآخر، المتهم بمخالفة تعاليم الشريعة. وقد أورد الإمام الفقيه أحمد الونشريسي في موسوعته الفقهية المعيارالمعرب، مختلف الفتاوى التي تلقاها الفريقان، فكان ممن عارضوا المغيلي علماء من تلمسان و فاس، وعلى رأسهم الفقيه عبد الرحمن بن يحيى بن محمد بن صالح العصنوني المعروف بشرحه على التلمسانية، و قاضي توات أبو محمد عبد الله بن أبي بكر الاسنوني. أما العلماء المؤيدين فقد كان على رأسهم الأئمة الأعلام محمد بن عبد الله بن عبد الجليل التنسي الجزائري مؤلف الكتاب في ضبط القرآن الكريم "الطراز على ضبط الخراز" ، و محمد بن يوسف السنوسي الجزائري، أبو عبد الله التلمساني الحسني الجزائري عالم تلمسان و صالحها ، و أحمد بن محمد بن زكري المانوي أبو العباس المغراوي التلمساني الجزائري مفتي تلمسان في زمنه. ويقول المؤرخون: "... إنه فور وصول جواب هؤلاء العلماء لواحة تمنطيط، حمل الإمام المغيلي وأنصاره السلاح، وانقضوا على كنائس اليهود، فهدموها دون تأخير". [color=green]
رحلة دعوة و إصلاح و تأليف في الصحراء : بعد انتصاره على اليهود كما رأينا ، قام عنوان : " ملامح من التأثير المغربيّ في الحركة الإصلاحية في النيجر - للدكتور عبد العلي الودغيري رئيس الجامعة الإسلامية بالنيجر ] " هذا الداعية الكبير برحلته الطويلة إلى مناطق السودان الغربي، وظل مشتغلاَ بالدعوة والوعظ والتدريس والقضاء والفُتْيا وبَذَل النصح لأمرائها وأولي الأمر فيها. وطاف بعدد من عواصمها وأقاليمها فزار كانوا وكَشنَة في شمال نيجيريا، وكاغو (أو جاو) (الواقعة في مالي حالياً) وتَكَدَّة من منطقة أهير (التابعة للنيجر حالياً)، وغيرها من البلاد الواقعة بين نهري السنغال والنيجر، ويقول بول مارتي: < ونحن نعلم ـ حسبما هو متداول من معلومات ـ أن الإسلام دخل إلى بلاد الجرما والبلاد المجاورة إلى تساوة (Tessaoua)، وزندر (Zinder) بواسطة الشريف الكبير الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي الجزائري، أو بالأحرى بواسطة تلاميذه المباشرين في القرن الخامس عشر >، إلى أن يقول: < لقد هبط الإمام المغيلي مع نهر النيجر إلى ناحية ساي (Saye)(1) color=magenta]ساي" هذه هي التي توجد بها الجامعة الإسلامية بالنيجر حالياً، وتبعد عن نيامي بحوالي 50 كلم. ] >.
ويضيف قائلا: < وأرسل بعثات من قبله إلى بلاد جرما جندا (Djermagenda)، وربما إلى الشرق أيضاً ... وقد استُقبلتْ وفادة الإمام الكبير المغيلي إلى هذه المناطق بحفاوة بالغة، وقربه أمراؤها وملوكها وجعلوا منه مستشارهم الخاص ومرجعهم الفقهي الأعلى، وكتب لهم رسائل ووصايا وفتاوى في أمور الحكم والدولة والسياسة الشرعية منها: [color=green]
أ) " مجموعة في أمور الإمارة وسياسة الدولة " التي ألفها لأمير كانوا محمد ابن يعقوب المعروف بَرمْفت، وهي التي طبعت بعنوان مخترع: "تاج الدين فيما يجب على الملوك والسلاطين "المجموعة طبعات متعددة وترجمت إلى الإنجليزية، وآخر طبعاتها صدرت سنة 1994م، عن دار ابن حزم (بيروت)، بتحقيق محمد خير رمضان يوسف]. وقد سلك فيها مسلك أسلافه من علماء المسلمين الذين ألفوا كتباً في نصح الملوك، وإرشاد السلاطين مثل أبي بكر الطرطوشي في "سراج الملوك"، و الماوردي في الكتاب المنسوب إليه باسم: "نصيحة الملوك"، وكتابه المشهور "الأحكام السلطانية"، والإمام أبو حامد الغزالي في كتابه "التبر المسبوك في نصيحة الملوك"، وابن الأزرق الأندلسي في: "بدائع السلك في طبائع الملك"، والحميدي في "الذهب المسبوك في وعظ الملوك" وغيرها مما هو معروف.
ب) ثم كتب للأمير رَمْفَا محمد بن يعقوب لأمير كانو وصية أخرى في " ما يجوز للحكام في ردع الناس عن الحرام " =green] ريشار بلمر (R. Palmer) إلى الأنجليزية سنة 1914م، ثم نشرها الألوري في كتابه "الإسلام في نيجيريا"، وضمنت أيضاً في كتاب "ضياء السياسات" لعبد الله بن فودي الذي نشره د. أحمد كاني سنة 1988م].
[color=green]ج) ثم مكث مدة عند السلطان محمد بن أبي بكر التوري المعروف بالحاج أسكيا أمير مملكة سنغاي، وألف له أجوية عن أسئلة كثيرة وجهها إليه، وهي المجموعة التي عرفت باسم: "أسئلة أسكيا وأجوبة المغيلي" ة الأسكيا (كذا) و أجوبة المغيلي "، تقديم و تحقيق الأستاذ عبد القادر زبادية ، سلسلة ذخائر المغرب العربي ، مطبعة الشركة الوطنية للنشر و التوزيع بالجزائر سنة1974م ] ؛ فكانت بمثابة الحجة الشرعية الدامغة التي استعملها أسكيا في توطيد دعائم ملكه ومواجهة خصومه" .
... وكان الإمام المغيلي بجانب ثقافته الدينية الواسعة وقيامه بأمور الوعظ والإرشاد، ومعرفته بأمور السياسة الشرعية، يحترم رجال الطرق الصوفية خاصة منهم أولائك الذين يبتعدون عن الدروشة و الخزعبلات، على الطريقة القادرية. وكثير من الباحثين يعتقدون أن له دور كبير في التعريف بالطريقة القادرية التي كان يحترم شيوخها ، ومنهم أستاذه و صهره المفسرالإمام الكبير والعالم الجليل عبد الرحمان الثعالبي الذي عرفه عليها، و يدعوا لهم بالنصر و النجاح، ولذلك انتشرت في
| |
|
nasr_php Admin
الْمَشِارَكِات : 1431 نقاط تمييز : 3786 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 12/06/2011 الْعُمْر : 29
| موضوع: رد: موسوعة أعلام الجزائر 26/6/2011, 23:52 | |
|
تحقيق الأستاذ الجزائري / رابح بونار
خلال السنوات الأولى من دراستي الجامعية ، وقع بين يدي كتاب صغير الحجم ، يقع في ( 79 ) صفحة من القطع المتوسط .. ورغم أن الزمن كان قد أكل عليه وشرب .. إلا أن ذلك لم يحل بيني وبين مطالعته ، والاحتفاظ به ، بعدما كتبت عليه وبخط عريض : " عالم لم يهادن اليهود " ، بدل عنوانه الأصلي ، الذي أكله الزمن مع صفحاته الستة الأولى .
استوقفني موضوع هذا الكتاب كثيرا ، وأعجبت به أيما إعجاب .. وفرحت باقتنائه ولو ناقصا .. فقد وافق هوى من نفسي وشدني موضوعه .. الذي سأعرضه عليكم على حلقات من خلال سلسلة " هذا الكتاب " .
أصل الكتاب :
أصل هذا الكتاب ، كما فهمت من مقدمته ، مخطوط نفيس عنوانه : " مصباح الأرواح في أصول الفلاح " ، وضعه العلامة محمد بن عبد الكريم المغيلي ، وحققه سنة : 1968 ، الأستاذ الجزائري / رابح بونار .
واضع الكتاب :
هو العلامة الفقيه محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي التلمساني ، علم من أعلام الفقه والدراسات الدينية بتلمسان ، توفي سنة : ( 909 هـ ) .. وكان إماما ذكيــا ، وعلامة في الفقه والتفسير والحديث والمنطق وغيرها من العلوم .
ذكره صاحب البستان بقوله :< خاتمة المحققين الإمام العالم العلامة المحقق الفهامة القدوة الصلح السني الحبر، أحد أذكياء العالم وأفراد العلماء الذين أوتوا بسطة في العلم والتقدم والحسبة في الدين > .
وذكره صحاب الدوحة بقوله : " الشيخ الفقيه الصدر الأوحد أبو عبد الله بن عبد الكريم المغيلي ، كان من أكابر العلماء وأفضل الأتقياء ، وكان شديد الشكيمة في المر بالمعروف والنهي عن المنكر ... " . وذكره صاحب نيل الابتهاج بقوله : < محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي التلمساني ، خاتمة المحققين الإمام العالم العلامة القدوة الصالح السني ، أحد الأذكياء ، ممن له بسطة في الفهم والتقدم / متمكن المحبة في السنة وبغض أعداء الدين > .
عصره :
عاش الشيخ ( المغيلي ) بالقرن التاسع الهجري بتلمسان ، بالمغرب العربي عامة ، وكان عصره عصر نشاط وازدهار ثقافي رائع ، كما كان القرنان : الثامن والسابع قبله .. وقد نبغ في عصره عدد كبير من الأعلام الذين ازدان بهم القرن التاسع الهجري ، من فقهاء ومحدثين ومفسرين وكتاب وشعراء ومؤرخين وغيرهم .. وفي هذه البيئة الثقافية نشأ ( المغيلي ) ومن مناهلها كرع ، ولا شك أن تأثيرها فيه كان كبيرا .
دراسته الأولى :
بدأ دراسته الأولى بتلمسان ، ثم هاجر إلى مدن القطر الأخرى ، وأخذ العلم بها عن أهلها ، وممن أخذ عنهم من أعلام ذلك العصر : الإمام العلامة الجزائري عبد الرحمن الثعالبي المتوفى سنة : 875 هـ بالجزائر ، والشيخ الجليل يحي بن يدير وغيرهما .
آثاره العلمية :
كان الإمام ( المغيلي ) علامة في المنقول والمعقول ، وكثير التأليف ، سيال القلم ، مشهورا بالشرق والغرب ، ومن مؤلفاته ، التي ذكرها مترجموه :
1. البدر المنير في علوم التفسير .
2. شرح مختصر خليل بإيجاز ، وهو غير تام ، وعليه حاشية سماها إكليل المغني .
3. شرح بيوع الآجال من كتاب أبن الحاجب الفقهي . 4. تأليف في المنهيات ، وموضوعه يتصل بوظيفة الحسبة على ما يبدو من عنوانه . 5. مختصر تلخيص المفتاح وشرحه في البلاغة . 6. شرح الجمل للخونجي في المنطق . 7. مقدمة ومنظومة في المنطق ، وله عليها ثلاثة شروح . 8. تنبيه الغافلين عن مكر الملبسين بدعوى مقامات العارفين ، وهو ضد أدعياء التصوف على ما يبدو . 9. شرح خطبة المختصر . 10. مقدمة في العربية . 11. كتاب الفتح المبين . 12. فهرست مروياته . 13. عدد من القصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي غيره من الموضوعات . 14. رسالة ( مصباح الأرواح في أصول الفلاح ) .
مراسلته للإمام جلال الدين السيوطي :
وقع بين الإمام ( المغيلي ) وبين الإمام جلال الدين السيوطي بمصر، نزاع ومناقشة حول قيمة علم المنطق ، فكتب إليه الإمام ( المغيلي ) رسالة ضمنها قصيدة حاجه فيها ، على تنفيره من دراسة المنطق ، مع أنه الوسيلة الضرورية لإدراك الحق ، فقال في قصيدته :
سمعــت بأمــر ما سمعـت بمثلــه *** وكــل حديــث حكمـــه حكــم أصلـه
أيمكـن أن المــرء في العلم حجـة *** وينهى عن الفرقان فـي بعض أمـره هــل المنطــق المعنـي إلا عبـارة *** عـن الحــق أو حقيقـة حيـن جهلــه معانيـه في كـل الكلام فهـل تـرى *** دليـــلا صحيحـــا لا يـــرد لشكلـــه أريني - هــداك الله - منـه قضيـة *** علــى غيــر هــذا تنفهــا عـن محلـه ودع عنــك ما أبــدى كفور وذمـه *** رجــــال وإن أثبــت صحـــة نقلـــه خذ الحق حتى من كفور ولا تقــم *** دليــلا علــى شخص بمذهــب مثلــه عرفناهم بالحق لا العكس فاستبن *** بـــــه لا بهـــم إذ هــم هـــداة لأجلــه لئن صح عنهم مـا ذكرت فكم هـم *** وكـــم عالـــم بالشرع بـــاح بفضلــه
وأجابه الإمام جلال الدين السيوطي بقوله :
حمدت الله العرش شكرا لفضله *** وأهدى صلاة للنبي وأهله
عجبت لنظم ما سمعت بمثله *** أتاني عن حبر أقر بفضله تعجب مني حين ألفت مبدعا *** كتابا جموعا فيه جم بنقله أقر فيه النهي عن علم منطق *** وما قاله من قال من ذم شكله سماه بالفرقان يا ليت لم يكن *** فذا وصف قرآن كريم لفضله وقد قال محتجا بغير رواية *** مقالا عجيبا نائيا عن محله ودع عنك ما أبدى كفور وبعد ذا *** خذ الحق حتى من كفور بختله وقد جاءت الآثار في ذم من حوى*** علوم يهود أو نصارى لأجله يحــــــوز به علما لديه وإنـــه *** يعذب تعذيبا يليق بفعله وقد منع المختار فاروق صحبه *** وقد خط لوحا بعد توراة أهله وكم جاء من نهي اتباع لكافر *** وإن كان ذاك الأمر حقا بأصله أقمت دليلا بالحديث ولم أقم *** دليلا على شخص بمذهب مثله سلام على هذا الإمام فكم له *** لدي ثناء واعتراف بفضله
وتدلنا هذه المساجلة الطريفة ، على الاتجاه العقلي ، الذي كان سائدا في القرن التاسع الهجري ، الذي تأثر به الشيخ العلامة( المغيلي ) .
حادثة الإمام ( المغيلي ) مع يهود ( توات ) :
غادرالإمام العلامة محمد بن عبد الكريم المغيلي تلمسان ، والتحق بالصحراء وأفاد أهلها ، ووقعت له حادثة مع يهودها في أواخر القرن التاسع الهجري .
وقد أرسل الإمام ( المغيلي ) مخطوطه ( مصباح الأرواح ) إلى علماء فاس بالغرب الأقصى وقرأوه وأثنوا عليه ، وتركت هذه الحادثة صدى بعيدا بين علماء المغرب العربي الكبير في ذلك الوقت .
وملخص ذلك أن الإمام ( المغيلي ) كان شديد التدين ، دقيق الملاحظة ، وقد رأى من يهود ( توات ) تجاوزوا الحدود الشرعية واستعلوا على المسلمين ، حتى إنهم أكثروا من التعدي والطغيان والتمرد ، على الأحكام بتولية أرباب الشوكة ، أو خدمة السلطان ، كما رأى تساهلا من المسلمين مع هؤلاء اليهود ، حتى كان الواحد منهم يفضل اليهودي على نفسه وعياله ، أو يستعمله في أعماله ويجعل بيده ما شاء من ماله ، مع أنه لا دين له ولا مروءة ، كما يقول في مخطوطه .
تحطيمه لمعابد اليهود :
رأى الإمام ( المغيلي ) تدهورا أخلاقيا كبيرا للمسلمين ، وتمكينا لليهود من أسباب السلطة والنفوذ ونشاط هؤلاء في إحداث الكنائس أو البيع ، واستعلاءهم بذلك على الإسلام والمسلمين ، فغاظه ذلك كثيرا وفكر في الأمر، وأراد أن يهجم بأصحابه على بيعهم وكنائسهم ليهدمها ، فنازعه في ذلك قاضي ( توات ) الفقيه عبد الله العضوني .
فكاتب الإمام ( المغيلي ) في ذلك علماء فاس وتلمسان وتونس ، فوردت عليه ردود مختلفة من هؤلاء العلماء ، فاعتمد على ما وافق رأيه منها ، وآمن بأنه الحق ، وترك ما خالفه وعده مجانبا للصواب ، ومشوبا بالهوى ، وهجم هو أتباعه على بيع اليهود وحطموهــا ، وأوصى أتباعه بقتل من عارضهم . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
| |
|
nasr_php Admin
الْمَشِارَكِات : 1431 نقاط تمييز : 3786 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 12/06/2011 الْعُمْر : 29
| موضوع: رد: موسوعة أعلام الجزائر 26/6/2011, 23:53 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]موسوعة أعلام الجزائر[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الحلقة الرابعةالجزء الأول[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]4 - الإمام الجليل العالم الفذ عبد الحميد بن باديس الجزائري[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هذه ترجمة العلامة العالم الفذ الشيخ الجليل عبد الحميد بن باديس مؤسس جمعية العلماء الجزائريين ورائد النهضة الإصلاحية في الجزائر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ولد عبد الحميد بن باديس بن محمد المصطفى بن الشيخ المكي بن باديس الصنهاجي الأمازيغي القح بمدينة قسنطينة يوم الخامس من ديسمبر 1889 الموافق لمنتصف ربيع الثاني لعام 1308 هـ. و أمه هي : السيدة زهيرة بنت علي بن جلول من أسرة عبد الجليل الصنهاجي الأمازيغي القح الشهيرة في مدينة قسنطينة، وكان عبد الحميد الابن البكر لوالديه، أما أبوه فكان نائبا منتخبا في عدة مجالس منها : أنه كان نائبا بلديا و نائبا ولائيا (عماليا) ونائبا في المجلس المالي للولاية العامة، والمجلس الجزائري، وقد اشتغل بالإضافة إلى ذلك بالفلاحة والتجارة، وأثرى فيهما، أما ثقافته فقد كانت ثقافة تقليدية دينية، إذ كان يحفظ القرآن كله ويعرف الضروري من علوم الدين... محافظا في مظهره و ملبسه، يحب العلم والعلماء وكان رحماني الطريقة لا قادريا كما زعم البعض . و من أسلاف عبد الحميد المتأخرين جده لأبيه : الشيخ المكي بن باديس الصنهاجي الأمازيغي القح الذي كان قاضيا مشهورا بمدينة قسنطينة، وقبله النائب الشهير والقاضي أيضا أبو العباس أحمد بن باديس الصنهاجي. أما من قبلهم من الأسلاف الذين تنتمي إليهم الأسرة الباديسية الصنهاجية فكان منهم العلماء والأمراء و السلاطين، ويكفي أن نشير إلى أنهم ينتمون إلى أمجاد القبيلة الصنهاجية الأمازيغية العظيمة، التي أنجبت المعز بن باديس، مؤسس الدولة الصنهاجية التي خلفت الفاطميين على مملكة القيروان، بعدما انتقلوا إلى مصر، وجعلوا عاصمتهم (القاهرة المعزية) نسبة إلى المعز لدين الله الخليفة الفاطمي الذي دخل مصر بالجيوش الأمازيغية الجزائرية من قبيلة كتامة الشهيرة و أطلق عليها إسم القاهرة وبنوا فيها جامعة الأزهر الشريف بقيادة جوهر الصقلي وبأيادي وحماية الكتاميين الأمازيغيين الجزائريين . ومن رجالات هذه الأسرة الصنهاجية الأمازيغية المشهورين، الذين كان الشيخ عبد الحميد يفتخر بهم: المعز لدين الله بن باديس، الذي قاوم البدعة ودحرها، ونصر السنة وأظهرها، فأزال مذهب الشيعة الباطنية، وأعلن مذهب أهل السنة والجماعة مذهبًا للدولة، وبالتالي انفصل عن الدولة الفاطمية بمصر، وكان ذلك في حدود سنة 404هـ، وقد توفي المعز لدين الله بن باديس في حدود سنة 454هـ. من هذه الأسرة العريقة انحدر عبد الحميد بن باديس، وفي هذا البيت الكريم نشأ وترعرع معززا مكرما، لا ينقصه شيء من متاع الحياة الدنيا، و كان أبوه يحبه حبا جما و يعطف عليه و يتوسم النباهة وهو الذي سهر على تربيته وتوجيهه التوجيه الذي يتلاءم مع فطرته ومع تطلعات العائلة، كما كان الابن من جهته يجل آباه ويقدره و يبره ويحب عشيرته ووطنه حبا جما كباقي الجزائريين. شهرة أسرته عائلة عبد الحميد بن باديس عائلة مشهورة فيالجزائر والمغرب العربي الإسلامي منذ قرون عديدة. فقد لعبت دورا كبيرا في تاريخ المغرب الإسلامي سياسيا، وعلميا، ودينيا منذ القرن الرابع الهجري. وتولى أفراد منها السلطة فيه بعد انتقال مقر الخلافة الفاطمية من القيروان عاصمة إفريقيا والمغرب الأوسط ( الجزائر حاليا )إلى مصر في القرن الرابع الهجري. فقد اسند الخليفة الفاطمي "المعز لدين الله" السلطة على إفريقيا والمغرب الأوسط (الجزائر) إلى الجد الأول لأسرة ابن باديس وهو الأمير "بلكين بن زيري بن مناد المكنى بأبي الفتوح والملقب سيف العزيز بالله وهو من قبيلة صنهاجة الأمازيغية "البربرية" المشهورة في الجزائر والمغرب الإسلامي حيث تولى الإمارة عام 362 هـ. ومن رجالات هذه الأسرة المشهورين في التاريخ الذين كان يحلو للشيخ عبد الحميد بن باديس أن يفتخر بهم كثيرا "المعز لدين الله بن باديس" الذي تولى الإمارة على إفريقيا والمغرب الأوسط (الجزائر) بعد وفاة والده "باديس بن منصور" في الفترة بين أعوام 406 – 453 هـ، وقد كان مقر حكمه في بداية الأمر في القيروان ثم تحول إلى مدينة المهدية بتونس الشقيقة ابتداءًا من عام 446 هـ. والذي عمل قبل نهاية حكمه على انفصال المغرب الإسلامي سياسيا ومذهبيا عن الخلافة الفاطمية بمصر، وحارب الشيعة الرافضة في إفريقيا والمغرب الأوسط (الجزائر) وقتل دعاتهم في سائر بلاد إفريقيا كما يقول ابن خلدون، وأخذ يحمل الناس على اعتناق المذهب المالكي السني، ونبذ المذهب الشيعي الرافضي وقد نفذ هذا الانفصال بالفعل في حدود عام 433 هجرية على الأرجح وأصبح يدعو على منابر إفريقيا إلى الخلفية العباسي في بغداد "القائم بأمر الله" بدل الدعوة إلى الخليفة الفاطمي بالقاهرة كما كان العمل جاريا عليه في السابق. والمعروف أن الدولة الصنهاجية الأمازيغية "البربرية" قد حكمت المغرب الإسلامي ما يقرب من 180 عاما (من 362 إلى 543 هـ). وقد اشتهرت عدة شخصيات من أسرة ابن باديس في العصر الحاضر في ميادين السياسة والعلم. ففضلا عن والده الذي كان يتولى عدة مناصب سياسية عليا (عضوا بالمجلس الجزائر الأعلى، والمجلس العمالي بقسنطينة) كان عمه "حميدة بن باديس" نائبا عماليا عن مدينة قسنطينة لفترة من حياته في أواخر القرن التاسع عشر واشترك مع ثلاثة من زملائه النواب في عام 1891 في كتابة عريضة بأنواع المظالم والاضطهادات التي أصبح يعانيها الشعب الجزائري في أواخر القرن التاسع عشر الميلاد من الإدارة الاستعمارية والمستوطنين الأوروبيين الذي استحوذوا على الأراضي الخصبة من الجزائريين وتركوهم للفقر والجوع وقاموا بتقديمها إلى أحد أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي الذي حضر إلى الجزائر من أجل البحث وتقصي الأحوال فيها كي يقدمها بدوره إلى الحكومة الفرنسية وأعضاء البرلمان الفرنسي في باريس وذلك بتاريخ 10 أفريل سنة 1891 أي بعد ولادة عبد الحميد بن باديس بحوالي ثلاثة سنوات فقط. حياة التعلم بدأ حياة التعلم في الكتاب القرآني ككل الأطفال بالطريقة المألوفة المعروفة عند الجزائريين خاصة والمغاربة عامة، على الشيخ محمد المداسي حتى حفظ القرآن عليه، وسنه ثلاثة عشرة سنة. ولشدة إعجابه بجودة حفظه، وحسن سلوكه، قدمه ليصلي بالناس التراويح في رمضان بالجامع الكبير سنتين أو ثلاثا، وتلقى مبادئ العلوم العربية والإسلامية بجامع سيدي عبد المؤمن على مشايخ أي شيوخ أجلاء من أشهرهم العالم الجليل الشيخ حمدان الونيسي الجزائري ابتداء من عام 1903 الذي حبب إليه العلم، ووجهه الوجهة المثلى فيه، وهو من أشهر تلاميذ العلامة الشيخ عبد القادر المجاوي الجزائري، شيخ الشيوخ في مدينة العلم والعلماء قسنطينة، ثم في العاصمة الجزائرية الذي ترك أثرا طيبا في المتخرجين على يده . و لما بلغ عمره الخامسة عشرة زوجه أبوه بإحدى قريباته التي انجب منها ولدا سماه إسماعيل، عاش حتى حفظ القرآن و قبل أن يوجهه أبوه لطلب العلم، توفي في حادث مفاجئ في 15 من رمضان عام 1337هـ الموافق لـ14 جوان 1914م .
و في سنة 1908 عزم أستاذه الشيخ الونيسي على الهجرة إلى المشرق العربي حين ذاق ذرعا بالحياة تحت وطأة الحكم الفرنسي الطاغي، و لشدة تعلق عبد الحميد بأستاذه قرر السفر معه أو اللحاق به مهاجرا في طلب العلم، غير أن آباه لم يوافقه على ذلك ووجهه إلى طلب العلم في تونس الجارة الشقيقة.
رحلته إلى تونس الشقيقة و نظرا لما كان يبدو عليه من فطنة و نباهة و ميل إلى الجد في فترة التعلم التي سبقت ذهابه إلى تونس حرس أبوه على إرساله إلى جامع الزيتونة العريق ليكمل تعليمه و يوسع معارفه، فسافر إلى تونس في نفس العام الذي هاجر فيه أستاذه (الونيسي) إلى المشرق تاركا الزوجة والولد في كفالة والديه، وسنه إذ ذاك تسعة عشرة عاما. وبعد ثلاث سنوات من الجد والاجتهاد تحصل على شهادة التطويع (كما كانت تدعى حين ذاك) عام1911 وقد نجح في امتحان التخرج نجاحا باهرا، إذ حصل على الرتبة الأولى ضمن قائمة جميع الناجحين في تلك الدورة، و كان الطالب الجزائري الوحيد الذي تخرج في دفعة تلك السنة من الجامع الزيتونة المعمور، و بقي بعد التخرج سنة أخرى يدرس و يدرس على عادة المتخرجين في ذلك العهد. وهناك في تونس خلال المدة التي قضاها في التعلم تعرف على كبار العلماء، وأخذ عنهم الثقافة العربية الإسلامية وأساليب البحث في التاريخ والحياة الاجتماعية، من أمثال الشيوخ : محمد الصادق النيفر قاضي الجماعة، ومحمد الطاهر بن عاشور شيخ الإسلام بلا منازع، والعلامة الصدر محمد النخلي القيرواني التونسي، والعلامة الخضر بن الحسين الجزائري التونسي، والمفتي محمد بلحسين النجار، والشيخ البشير صفر، وكان لكل واحد من هؤلاء تأثير خاص في جانب من جوانب شخصية عبد الحميد ابن باديس، كما ذكر ذلك في مناسبات عديدة. فقد تأثر كثيرا ببعض المشايخ الذين وجد في آرائهم وأفكارهم وأساليب تعليمهم ما يلائم طبعه وتطلعه، و ميله إلى الاجتهاد و استعمال العقل ،مثل الشيخ محمد النخلي الذي كان دائما يذكره ويثني على منهجه في التدريس، كما تأثر ببعض الأفكار الإصلاحية التي بدأت تروج في تونس بعد زيارة الشيخ الجليل محمد عبده لها. و في أثناء هذه الفترة جرت أحداث جسام في العالم مثل : سقوط الخليفة العثماني (السلطان عبد الحميد)، وهجوم إيطاليا الصليبية على الجارة الشقيقة ليبيا بهدف احتلالها، واستيلاء فرنسا على الجار الشقيق المغرب الأقصى بمقتضى إمضاء وثيقة الجناية عام 1912، والمظاهرات التي جرت في تونس والتي نتجت عنها مواجهات دامية بين المواطنين التونسيين و الفرنسيين بسبب قمع السلطات الفرنسية لهذه المظاهرات ...كل هذه الأحداث كان لها تأثير قوي في نفسية عبد الحميد بن باديس، و لكنها لم تثن عزمه عما كان يفكر فيه، وهو البحث عن الطرق والوسائل التي تخلص بلاده مما تعانيه من استبداد و اضطهاد وحرمان، بل زاده ذلك مضاء وعزما وإمعانا في البحث عن الأساليب التي تمكنه من خدمة بلاده وبعث اليقظة والوعي في نفوس أبنائها ورأى أن أساس ذلك كله هو تربية الشعب وتعليم الأجيال . عودته من تونس الشقيقة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عاد الشاب عبد الحميد بن باديس إلى بلاده الحبيبة الجزائر – بعد أن أكمل تعلمه في تونس الشقيقة والذي استمر أربع سنوات كما مر بنا – عاد يحمل شهادة التطويع (العالمية) واستقبله أبوه في محطة القطار كما يستقبل العلماء والأعيان، كان مغتبطا أشد الاغتباط بنجاحه وبعودته، ولما انتهيا إلى المنزل صاح الأب بأم البنين آن لك أن تزغردي يا أم عبد الحميد فقد عاد ابنك عالما ليرفع من قيمة عائلته وأمته، ويزيدهما مجدا وشرفا ،فأطلقتها الأم زغرودة عالية دوت أصداؤها في أرجاء البيت الفسيح، وقد أثر هذا الاستقبال في عبد الحميد بن باديس أيما تأثير، فقد ظل يذكره بكثير من الاعتزاز... فقد حدث طلابه ذات يوم (في أواسط الثلاثينات) عن قيمة العلم والعلماء في نفوس شعبنا الجزائري الأبي، وذكر لهم أن الشعب عندنا يقدر العلماء تقديرا كبيرا، لا فرق بين عامة الناس وخاصتهم، ثم قال : يجب أن تعرفوا هذا وتؤمنوا به وتقدروه قدره، فأنتم اليوم طلاب علم، وغدا ستصبحون علماء، ينظر إليكم الشعب نظرة إكبار وتقدير، وينتظر منكم أن تكونوا قدوته في الخير، فإياكم أن تخيبوا أمله... واستشهد على ذلك بشواهد منها تقدير أبيه له، وفرحة أمه والزغرودة التي عبرت بها عن هذه الفرحة والتي كانت تعبيرا صادقا عن فرحة العائلة، " إن تلك الزغرودة التي قابلتني بها أمي يوم عدت من تونس ما تزال ترن في أذني، ولن أنساها ما حييت ! " ... إنها صورة مصغرة من تفكير الشعب كله، فاحفظوا هذا وحافظوا عليه، هذه هي وصيتي إليكم. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وسوف نتواصل معكم مع الجزء الثاني من هذه الحلقة من أعلام الجزائر الأفذاذ... فانتظرونا في الحلقة الرابعة القادمة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|