[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أظهرت
إحدى الدراسات التي أجريت على مرضى الزهايمر أن البروتينات التي تتجمع في
خلايا الدماغ بكميات كبيرة لدى مرضى الزهايمر لا يعني بالضرورة أنها تنتج
بنسب عالية بسبب هذا المرض، بل إن ذلك يعني بأنها لا تزول بصورة مستمرة من
هذه الخلايا.
وفي هذا الشأن قد قاست الدراسة مستوى مادة "بيتا أملويد"
في السائل النخاعي درجة إنتاج هذه المادة مقارنة مع درجة زوالها من
الخلايا، لدى 12 مريضا مصابا بالزهايمر تبلغ أعمارهم 74 عاما.
من جهة يؤكد العلماء أن أهمية هذه الدراسة تأتي من كونها
الأولى في قياس معدل إنتاج وزوال مادة البيتا أملويد، وهي المادة الرئيسية
المتسببة في هذا المرض، وقياسها قد يساعد في اكتشاف المرض قبل وقوعه.
و في هذا الصدد يقول الدكتور روديريك كوريفيو مدير برنامج
الأمراض العصبية في المعهد الوطني الأمريكي للصحة: "إن تجمع البروتين في
الخلايا الدماغية لا يعد سببا في الإصابة بالزهايمر فقط، بل هو مسبب لأمراض
عصبية كثيرة أخرى، وبالتعرف إلى كيفية تجمع هذه البروتينات، قد نتمكن من
جعل هذه العملية أبطأ، وبالتالي تخفيف الضرر الذي قد يصيب الدماغ."
للإشارة تعتبر نتائج هذه الدراسة صحيحة بدرجة كبيرة نظرا
لإجرائها على أشخاص مصابين بالمرض، وليس على حيوانات حيث تقدم معلومات غير
متطابقة مع الخلايا البشرية. وتقدر الدراسات عدد الأمريكيين المصابين
بالزهايمر بنحو خمسة ملايين مريض.
للتذكير الزهايمر حالة مرضية تصيب الخلايا العصبية في المخ
وتؤدي إلى إفسادها وإلى انكماش حجم المخ، كما يصيب الجسم المسؤول عن
التفكير والذاكرة واللغة، وغالبا ما يحدث الزهايمر للأشخاص فوق سن الستين،
ولكنه يمكن أن يصيب أشخاص في سن الأربعين، وقد يتسبب في أمراض أخرى كاختلال
العقل وانخفاض القدرات الفكرية لكبار السن.
وبالمقابل يطالب خبراء وأساتذة الطب النفسي والعصبي بضرورة
الاستعداد لمواجهة الزيادة المتوقعة في أعداد مرضى الزهايمر خلال السنوات
القادمة، لأن معدلات الإصابة بمرض الزهايمر تتزايد في الدول المتقدمة ذات
المستوي المعيشي المرتفع و يرتبط المرض بصفة أساسية بالتقدم في العمر كما
أن بعض الحالات يكون لها أصل وراثي، كما يعتبر ضغط الدم المرتفع وتناول
الأطعمة عالية الدهون عوامل خطيرة قد تساهم في ارتفاع احتمالات الإصابة
بالزهايمر.
من جانب يرى بعض الأطباء أن الوقاية تكمن في مراعاة الحالة
النفسية للمريض إذ تساهم في العلاج إلى جانب الدواء وتعد البيئة التي توفر
للمريض الحب والرعاية من أهم الطرق التي تساعد المريض على مواجهة المرض،
فتهيئة أجواء مساعدة للمريض مثل التهوية ، ودخول الشمس للغرف ، والإضاءة
الجيدة كلها تساهم في التهدئة من روع المريض، كما أن التدليك بالزيوت
العطرة يحسن من نفسيته، والجلوس معه، ومشاهدة الصور، وسماع الأغاني القديمة
التي يحبها تحسن من ذاكرته أيضا، ويؤكد الأطباء على أن زيارات الأقارب
والأصدقاء بانتظام وكذلك حل الكلمات المتقاطعة عوامل تساهم في تحسين حالة
المريض.