nasr_php Admin
الْمَشِارَكِات : 1431 نقاط تمييز : 3786 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 12/06/2011 الْعُمْر : 29
| موضوع: الكاهنة و الفتح الاسلامي *ببئر العاتر * 21/3/2012, 14:28 | |
| [color:79cc=6000ff]وصل حسان بن النعمان المغرب فحاصر قرطاج التي كانت بين أيدي الرومان كعاصمة للمغرب، فاقتحمها وافتتحها وأمر بتدمير سورها، ثم تقدم فافتك بنزرت من الروم، ثم عاد إلي القيروان بعد أنطهر الساحل من برقة حتي قرطاج. ثم توجه إلي جبال أوراس النمامشة للقضاء علي حركة الكاهنة التي خلفت كسيلة في تمردها علي الفتح العربي الإسلامي. كانت الكاهنة جالسة علي عرش رئاسة قبيلة جراوة بهذه الجبال. (توجد قبيلة باليمن حتي الآن تسمي آل جراو). كان جيش حسان قد أضعفته المعارك التي خاضها ضد البيزنطيين، فعندما واجه جيش الكاهنة الذي كان جاهزا للحرب مرتاحا، انهزم أمامه. اتخذت الكاهنة هضبة ثا******نت كمقر لجيشها قرب مدينة تبسة، تدربه فيها وتستعد للقتال، وما زالت حتي الآن صومعة الكاهنة كما يسميها الشعب قائمة بدوار ثا******نت، وهي عبارة عن برج معسكر بني بحجارة ضخمة يشير إلي أن هذا هو مقر الكاهنة الرئيسي. ومن الغريب أن هذه المنطقة نفسها هي التي اتخذها تاكفاريناس ويوغورطا معقلا لجيوشهما. ومن غير شك فإن الكاهنة كانت تراقب من مرتفعات الهضبة المطلة علي سهل تبسة تحركات الجيش العربي. وتتابع تقدمه، وأنها اختارت هي موقع المعركة سنة 75 هـ 693 م. يبدو أن القائدة البربرية عندما شاهدت جيش حسان يطل من بكارية آتيا من الحدود التونسية الجزائرية الحالية، ويتقدم نحو الغرب مخترقا سهل تبسة ومتجها نحو منطقة حلوفة، نزلت من هضبة ثا******نت، وتوجهت إلي المنطقة المسماة مسكيانة (اسمها بالبربرية: ميس الكاهنة، أي ابن الكاهنة)، فقد قتل بالمكان ابن الكاهنة فسمي باسمه، وما زالت هذه القرية تحمل نفس الاسم. انتشرت الكاهنة بجيشها في التلال المحيطة بهذه المنطقة، وفاجأت الجيش الإسلامي، فانطلقت من التلال، ويبدو أن الجيش العربي فوجئ بالهجوم الذي كان يشبه كمينا كبيرا، ودارت معركة شرسة، تمكنت الكاهنة من هزم الجيش العربي، وأسر ثمانين من قادته جلهم من التابعين. وعندما شعر حسان بأن المعركة حسمت، انسحب بما تبقي له من قوات. وطاردته الكاهنة حتي مدينة قابس. وانسحب حسان بقواته إلي طرابلس وبقي ينتظر المدد. وبني بهذه المدينة معسكرا لجيشه سمي منازل حسان. أما القيروان فقد بقيت بأيدي المسلمين ولم تلحق الكاهنة بهم أي أذي بل وأمّنتهم. ثم سقطت فيما بعد مدينة قرطاجة بين أيدي البيزنطيين وذلك سنة 76 هـ 695 م. ويذكر المؤرخون أن الزعيمة البربرية كانت تتصور أن العرب مثل الرومان، فقامت بتدمير الحصون، وحرق المدن والبساتين، حتي يزهد العرب في بلاد خراب، فيعودون من حيث أتَوا. ويذكر ابن عذاري: إن الكاهنة عملت علي القضاء علي مظاهر العمران، اعتقادا منها بأن العرب يسعون وراء العمران حيث الذهب والفضة، فوجهت قومها إلي كل ناحية في بلاد إفريقية يحرقون المزارع، ويهدمون الحصون، فبعد أن كانت إفريقيا ظلا واحدا من طرابلس إلي طنجة، قري متصلة ومدنا منتظمة، تلاشي هذا كله، وشمل الخراب سائر هذه البلاد (1). وفي رأيي فإن كلام ابن عذاري فيه كثير من المبالغة. عادت الكاهنة إلي موقعها في جبال أوراس النمامشة. ويبدو أن هضبة ثا******نت استمرت كمقر لقيادتها. اجتمعت بالأسري الثمانين، حاورتهم وسألتهم عن دينهم فاكتشفت أنهم لم يأتوا مستعمرين وإنما حاملين لرسالة، كما اكتشفت أن لغتهم ليست غريبة عن لغة قومها غرابة لغة الرومان، بل هي أخت لها، ومن غير شك فإنها تمكنت من التحدث مع بعضهم القادمين من اليمن بدون ترجمان، سألتهم عن عاداتهم وتقاليدهم فوجدت توافقا غريبا بينها وبين عادات وتقاليد قومها، فحدث زلزال في نفسها، كانت نتيجته أن أطلقت سراح الأسري، واحتفظت بأذكاهم وأوسعهم ثقافة وحفظا للقرآن وتفقها في الدين وهو خالد بن يزيد العبسي، وكلفته بتعليم ولديها العربية والقرآن. بل وعمدت إلي تبنيها لخالد وفقا لشعائر دينها، ولنستعرض ما كتبه المالكي حول هذا التبني: عمدت إلي دقيق الشعير فلثته بزيت، وجعلته علي ثديها، ودعت ولديها وقالت: كلا معه علي ثديي من هذا.. ففعلا، فقالت: صرتم إخوة (2). ويبدو وفقا لروايات المؤرخين أن الكاهنة ضعف حماسها بحربها ضد العرب، ودخلت في صراع نفسي حاد، توصلت بضغطه إلي اتخاذ قرار بتحرير ولديها بل وحثهم علي عدم اتباعها في حربها، أما هي فقد وعدت قومها عند تعيينها ملكة عليهم أن تقاتل في سبيلهم حتي الموت، ولا بد لها من أن تفي بوعدها. ويجمع المؤرخون أنه ما كادت الكاهنة تعلم بوصول جيش حسان إلي إفريقية وتوجهه نحو منطقة تبسة حيث ترابط، حتي غادرت المنطقة واتجهت نحو الجنوب، بعد أن أوصت خالد العبسي أن يصحب ولديها ويستأمن لهما عند حسان. ويقول ابن خلدون: وكان للكاهنة ابنان قد لحقا بحسان قبل الواقعة، أشارت عليهما بذلك أمهما دهيا، وهبا لإشارة علم كان لديها في ذلك من شيطانها، فتقبلهما حسان، وحسن إسلامهما واستقامت طاعتهما.. وعقد لهما علي قومهما جراوة ومن انضوي إليهم بجبل الأوراس (3). ويوعز ابن خلدون موقفها هذا إلي كهانتها، أي مهارتها في قراءة الغيب، التي كشفت لها أن العرب سينتصروا وسيدين المغرب بدينهم. ولهذا فقد لقبها العرب بالكاهنة. ويروي عنها أنها قالت لولديها وهي تودعهما: خذ يا خالد أخويك إلي حسان، أوصيكما يا ولديّ بالإسلام خيرا أما أنا فإنما الملكة من تعرف كيف تموت. اذا اردت المزيد فتفضل من هنااااااااااااااااا | |
|